فرخ البط الخواف
راح فرخ البط يجري وراء أمه وهو يبكي ، إذا تحركت أمه من مكانها
يجري وراءها ، إذا ذهبت أمه إلى الجيران ، تعلق بجناحها
وهو يبكي ، إذا أرادت أن تغسل الثياب
إلتصق بقربها وهو يبكي ، ولا أحد من
الحيوانات يعرف
لماذا هو دائم البكاء ؟؟
قالت له أمه البطة ذات مرة :
لماذا تلاحقني من مكان إلى آخر ؟ إذهب لتلعب مع فراخ البط في البركة ،
إنك كبرت ! الا تفهم ذلك ؟؟
لكن إبن البطة لم يفهم ذلك ، وبكل دلع مسح جسمه
في ريش أمه ، حتى تضايقت منه كثيرا ، لأنه
لايعطيها الفرصة لعمل أي شيء
وذات يوم . أرادت البطة
أن تعلم فرخها درسا في الإعتماد على النفس ..
وفي هذا اليوم ، خرجت والدته منذ الصباح الباكر ، وذهبت إلى السوق لبيع البيض
وتركته نائما في العش .. إستيقظ إبن البطة وتلفت يبحث عن أمه فلم يجدها
.. صار يبكي كعادته : كاك .. كاك.. أين أمي ؟؟ أريد أمي !! بعد أن سمعت
جارتهم البطة صياحه قالت له : ذهبت أمك إلى السوق لتبيع البيض
وستعود بعد أن تشتري أغراض البيت ..
أبن البطة واصل صياحه : كاك .. كاك ..
تركتني أمي وذهبت عني .. كاك .. كاك ..
أنا وحدي .. كاك .. أريد أمي !
قالت له الجارة :
إذهب أيها الخواف الصغير ،
واغسل وجهك ، وتعال كل إفطارك من الخبز ..
ذهب فرخ البط يأكل إفطاره وهو يبكي ..
لم يتوقف عن البكاء ..
قالت الجارة :
ماهذا الفرخ المزعج الذي لايكف عن البكاء ..
خرج الفرخ الخواف إلى البركة ،
وجلس وحيدا يشاهد صغار البط .. يقذفون الماء من مناقيرهم الحمراء ،
فقالوا له : تعال والعب معنا .. الماء منعش ولذيذ ..
قال فرخ البط الخواف ، ودموعه تسيل على وجهه :
‘‘ أريد أمي .. أنا أخاف من الغرق !! ‘‘
رد عليه إبن جارتهم البطة : البط لايغرق في الماء .. أنت خواف
إن أمهاتنا مشغولات بأعمالهن ، ونحن الصغار نلعب
مع بعضنا تعال والعب معنا
إنتظر فرخ البط الخواف عودة أمه من السوق ،
حتى حان موعد الغداء فأحس بالجوع ، ذهب إلى جارتهم البطة يطلب منها الغداء ، فقالت له :
إذهب إلى البركة ، واصطد كل ماتشتهيه من السمك .!
إحتار إبن البطة بين جوعه وخوفه من الماء ، وعندما إزداد جوعه ،
صديقة والدته ، فقال لها : أيتها السلحفاة الطيبة ، أمي ذهبت
إلى السوق ، وتركتني بلا غداء ، هل تمسحين
باصطياد سمكة صغيرة لي ؟
قالت السلحفاة : تعال أيها الصغير إلى الماء
.. هيا أيها الفرخ العوام .. لاتخف .. يجب عليك الحصول
على غذائك بنفسك .. إن الأكل الذي تحصل عليه بنفسك يصبح لذيذ الطعم !!
إقترب الفرخ الصغير من الماء ، والسلحفاة تراقبه حسب نصيحة أمه ،
فشاهد الأسماك الملونة ، وأحس بالجوع الذي في معدته يقرصه ،
رمى الفرخ بنفسه إلى الماء البركة ، ونجح في إصطياد سمكة صغيرة
أحس الفرخ بالفرح والإنتعاش في الماء ، ورأى نفسه على سطح الماء ،
ولا يغرق ، فابتسم لما سمع السلحفاة تقول له :
ألم أقل لك أن الأمر بسيط جدا !!
ومن الماء ، رأى الفرخ أمه قادمة من السوق ،
وعندما شاهدته قالت له : أرأيت أنه لم يحدث لك شيء في غيابي ،
إن الإعتماد على النفس أمر واجب ، هيا إلعب مع الفراخ الصغيرة
حتى أجهز الغداء ، وسأنا ديك متى مافرغت من العمل ..
ضحك الفرخ الصغير ، وأخذ يجدف بقدميه
متجها إلى وسط البركة حتى يلعب مع صغار البط ..