[center]بسم الله الرحمن الرحيم
الضوء الخافت
تم تصغير هذه الصورة. إضغط هنا لمشاهدة الصورة كاملة. الصورة الأصلية بأبعاد 600 * 445 و حجم 72KB.
على ضوء الثريات الثمينة حيث كانت أقدامهما تطأ أغلى أنواع الأبسطة كانا يجلسان على توأمين من تلك المقاعد التي تشابهت
وتوزعت بنظام دقيق في قاعة من أرقى قاعات الفندق المشهورة كانت لا تنظر إليه رغم أنه كان لا يمل من النظر إليها ظلت مهتمة بتهذيب قطعة اللحم- المستلمة
لها بخنوع -بسكينها القاسي وشوكتها الحادة حتى تجعلها قطعة مناسبة لفمها الدقيق الذي ظل يلوكها تحت أضراسها القاسية حتى تهتكت وذابت حاول أن
يجعلها تنظر إليه بعينيها التي يحب أن تكون تجاهه...فسألها بصوت أدبته سياط العشق حتى تاب قائلا هل أعجبك الطعام حبيبتي
أومأت برأسها موافقة ومرت على صفحة وجهه البريئة ولم تتوقف فلم تلاحظ كيف فاض الحب من عينيه ورفعت كأس الماء البارد ورشفت
منه بهدوء وأنتقلت إلى قطعة أخرى من قلبه لتلوكها وهي تسأله بصوتها المخنوق متى ستنهي أقساط الشقة؟
بتسم ابتسامة مهزومة وأخبرها أنه يبذل جهده...وظل ينظر إليها لعل عيناها تقابله...لكنها ظلت شاردة حتى قررت إنهاء الطعام وسار
خلفها راضيا بعقاب لا يستحقه معترفا بذنب لم يفعله خاضعا لخيالها الذي لا يحتويه مستسلما لصوتها الذي لا يرضيه لأنه منذ الطفوله وقفت تنتظره وهو يخرج النقود
من جيبه ليسدد ثمن وليمة قدمها لها لعلها ترضى لكنها لا ترضى لم تخبره أنها ممنونة...ولم تسعده بنظرة حنونة وأسرع إلى جدرانه الأربعة ألقى بنفسه على أقرب
المقاعد إليه ومر بأمه ولم يستمع إلى كلامها رغم أنه يسمعه وجلس يتأمل كل لحظة مرت به منذ أن رآها لأول مرة وكيف فاجأته بأناقتها وجمالها وكيف ظن أنها
فرحت به وفرح بها وتمناها وطلب قربها
حاول ان يجد لنفسه خطأ واحدا لكنه لم يجد !
وتساءل في حيرة لماذا وافقت على الخطبة؟
أسرع إلى ألبوم الصور وبحث عن الحب بين لقطات حفلهما لعل قلبه يأنس..وظل يقلبها كما يتقلب فؤاده المجروح ...
كان حبها له ضعيف مثل (الضوء الخافت)وربما هو ليس موجود أصلا وهو يتوهمه
وأخيرا أغمض عيناه ورأسه في حجر أمه التي كانت تقرأ القرآن عليها وتمسحها بحنان وقال بصوت هاديء
سأتركها يا أمي...سأتركها غدا
هدأت ملامح الأم وأخيرا شعرت بالسكينة وتنهدت وهي تربت على صدره وقالت له إنها لا تستحقك ومرت الأيام وهرولت السنون وتبخرت الذكريات وجلس على ضوء
شمعة على حافة مائدة بسيطة ..حيث كانت أقدامهما تطأ أبسط أنواع الأبسطة على أرض حجرة المعيشة وأنعكس
(الضوء الخافت )
على وجه زوجته التي أختارها لحيائها وغضها لبصرها ..فتألقت نظراتها الحنونة الباسمة بمودة غلبها الحب وهي ترفع قطعة الخبز وتدستها في فمه الممتليء
بالطعام وهو يهمهم ضاحكا
(ليت الكهرباء تظل مقطوعة..لتطول لحظات العشاء الرائع..أحبك لأن عيناك تحبني )
بقلم
منقول ،،،،